فصل: عسس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


عرطس

عَرْطَسَ الرجل وعَرْطَزَ‏:‏ إذا تَنَحّى عن القوم وذَلَّ عن مُناوَأتِهم ومُنازَعَتِهم، قال‏:‏

وقد أتاني أنَّ عَبْدًا طِمْرِسا *** يُوْعِدُني ولو رَآني عَرْطَسا

عرفس

ابن الأعرابي‏:‏ العِرْفاس‏:‏ الناقة الصَّبوْر على السَّير‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ العِرفاس‏:‏ الأسَد‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ الصَّوَابُ العِفْراس -بتقديم الفاء على الراء- وسيجيء إن شاء الله تعالى في موضِعِه‏.‏

قال‏:‏ والعَرْفَسِيْسُ‏:‏ الضخم الشديد من الإبل والنساء‏.‏

عركس

عَرْكَسْتُ الشيء‏:‏ إذا جَمَعْتَ بَعْضَه على بعض‏.‏ وقال الخليل‏:‏ عَرْكَسَ أصل بناء اعْرَنْكَسَ؛ وذلك إذا تراكم الشَّيء بعضه على بعض، وأنشد للعَجّاج‏:‏

وأعْسِفُ الليل إذا الليل غَسا *** واعْرَنْكَسَتْ أهوالُهُ واعْرَنْكَسَا

ويروى‏:‏ ‏"‏واعْلَنْكَسَتْ أهوالُهُ واعْلَنْكَسا‏"‏‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ هو منحوت من عَكَسَ وعَرَكَ، وذلك أنَّه شيء يَتَرَادُّ بعضه على بعض ويتراجع ويُعارِك بعضه بعضًا كأنَّه يَلْتَفُّ به‏.‏

واعْرَنْكَسَ الشَّعر واعْلَنْكَسَ‏:‏ إذا اشْتَدّ سوادُه‏.‏

عرمس

العِرْمِسُ -بالكسر-‏:‏ الصخرة، وبه سُمِّيَت الناقة الصلبة عِرْمِسًا‏.‏ قال ابن فارِس‏:‏ هذا مما زِيْدَت فيه الميم، والأصل عَرس، وقد شُبِّهَتْ بِعَرْسِ البناء، قال ذو الرُّمَّة‏:‏

وقُلْتُ لأصحابي هُمُ الحَيُّ فارْفَعُوا *** تَدَارَكْ بنا الوَصْلَ النَّواجي العَرَامِسُ

قال العباس بن مِرداس رضي الله عنه‏:‏

يا أيها الرجل الذي تَهوِي بِهِ *** وَجْناءُ مُجْمَرَةُ المَناسِمِ عِرْمِسُ

إمّا مَرَرْتَ على النَّبيِّ فَقُلْ لَهُ *** حَقًّا عليكَ إذا اطْمَأنَّ المَجْلِسُ

يا خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطِيَّ ومَنْ مَشى *** فَوْقَ التُّرابِ إذا تُعَدُّ الأنْفُسُ

وفي كتاب سِيْبَوَيْهِ‏:‏ ‏"‏إذْما‏"‏، وفي شِعْرِه‏:‏ ‏"‏إمّا‏"‏‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ العَرَمَّسْ -مثال عَمَلَّس-‏:‏ الماضي الظَّرِيْف، وأنشد‏:‏

وتُدْرِكُني من آلِ عَبْسٍ حَمِيَّةٌ *** بها يَدْفَعُ الضَّيْمَ الأبيُّ العَرَمَّسُ

وعَرْمَسَ‏:‏ إذا صَلُبَ بَدَنُه بعد اسْتِرْخاءٍ‏.‏

عرنس

الليث‏:‏ العِرْناس‏:‏ طائر كالحمامة لا تَشْعُرُ به حتى يطير من تحت قَدَمِكَ فَيُفْزِعَكَ، وأنشد‏:‏

لَسْتُ كَمَنْ يُفْزِعُهُ العِرْناسُ

وقال ابن الأعرابي‏:‏ العِرْناس أنف الجبل؛ كالقُرْناس‏.‏

وعِرْناس المرأة‏:‏ موضِعُ سَبَائخِ قُطْنِها‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ عَرَانِيْسُ السُّرُرِ مُعْروفة، لا أدري ما واحِدُها‏.‏

عسس

عَسَّ يَعُسُّ -بالضم- عَسًّا وعَسَسًا‏:‏ أي طافَ بالليل؛ وهو نَفْضُ الليل عن أهل الرِّيْبَة، فهو عاسٌّ وقومٌ عَسَسٌ، مثال خادِمٍ وخَدَمٍ وطالِبٍ وطَلَبٍ‏.‏

وفي المَثَل‏:‏ كَلْبٌّ عَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، ويروى‏:‏ خيرٌ من أسَدٍ انْدَسَّ‏.‏ يُضْرَب في تفضيل الضعيف إذا تَصَرَّفَ في المَكْسَبِ على القَوِيِّ إذا تقاعَسَ‏.‏

ويقال‏:‏ إنَّ فيه لَعَسَسًا‏:‏ أي قِلَةُ خَير‏.‏

وعَسَّ خَبَرُ فُلان‏:‏ أي أبطأ‏.‏

وقولُهم‏:‏ جِئْ بالمالِ مِن عَسِّكَ وبَسِّكَ‏:‏ لغةٌ في حَسِّكَ وبَسِّكَ‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ العَسُوْسُ‏:‏ الناقة التي ترعى وحدها؛ مثل القَسُوْسِ‏.‏ وقَدْ عَسَّتْ تَعُسُّ‏.‏

والعَسُوْسُ -أيضًا-‏:‏ الناقة التي لا تَدثرُّ حتى تَبَاعَدَ من الناس‏.‏

والعَسُوْسُ -أيضًا-‏:‏ الناقة التي تُعْتَسُّ أي تُرَازُ أبِها لَبَنٌ أمْ لا ويُمْسَحُ ضَرْعُها‏.‏

والعَسُوْسُ من النساء‏:‏ التي لا تُبالي أن تَدنو من الرِجال‏.‏

والعَسُوْسُ‏:‏ القليل الخير مِنَ الرجال‏.‏

والعَسُوْسُ‏:‏ الطالِبُ للصَّيْدِ، قال‏:‏

بالمَوْتِ ما عَيَّرْتِ يا لَميسُ *** قد يَهلِكُ الأرْقَمُ والفاعوسُ

والأسدُ المُذَرَّع النَّهوسُ *** والبطل المُسْتَسْلِم الحَؤوسُ

واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوْسُ *** والفيلُ لا يَبْقى ولا الهِرْميسُ

والعَسُوْس‏:‏ الناقة التي إذا أُثيرَت طَوَّفَت ثمَّ دَرَّتْ‏.‏

والعَسُوْس‏:‏ الناقة التي تضجَر وتَسوء خُلُقُها عند الحَلَبِ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ العَسُوْس القليلة الدَّرِّ، وقيل هي التي تَعْتَسُّ العِظامَ وتَرْتَمُّها‏.‏

والعَسِيْس‏:‏ الذئب الكثير الحركة‏.‏

والعَسِيْس -أيضًا-‏:‏ جَمْعُ عاسٍ؛ مثال حَجِيجٍ وحاجٍّ‏.‏

والمَعَسُّ‏:‏ المَطْلَبُ، قال الطِّرِمّاح‏:‏

ومحبوسَةٌ في الحَيِّ ضامِنَةِ القِرى *** إذا الليلُ وافاها بأشْعَثَ ساغِبِ

مُعَقَّرَةٍ لا يُنْكِرُ السَّيْفُ وَسْطَها *** إذا لم يكُن فيها مَعَسٌّ لِحالِبِ

وعَسَسْتُ القوم أعُسُّهم‏:‏ إذا أطْعَمْتَهم شيئًا قليلًا‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ العُسُسُ -بضمّتين- التِّجارُ الحُرَصاء‏.‏

والعُسُسُ- أيضًا-‏:‏ الآنية الكِبار‏.‏

والعُسُّ‏:‏ القَدَحُ العظيم، والرِّفْدُ أكبرُ منه، قال‏:‏

بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خُطّابُ الكُثَبْ *** كُلُّ هِقَبٍّ منهم ضَخْمِ الحَقَبْ

يقولُ إنّي خاطِبٌ وقد كَذَبْ *** وإنَّما يَخْطُبُ عُسًّا من حَلَبْ

العينان‏:‏ عَينا الإنسان، ومَن قال موضِعٌ بعَينِه فقد وَهِمَ‏.‏ والجمع‏:‏ عِسَاسٌ، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه‏:‏

وحَرْبٍ ضَروس بها ناخِسٌ *** مَرَيْتُ بِرُمْحي فَدَرَّتْ عِسَاسا

وقال ابن دريد‏:‏ بَنو عِسَاس بطنٌ من العَرَب‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ يقال دَرَّتْ عسَاسًا‏:‏ أي كَرْهًا‏.‏

والعُسُّ -أيضًا-‏:‏ الذَّكَرُ، وأنشد أبو الوازِع‏:‏

لاقَتْ غُلامًا قد تَشَظْى عُسُّهُ *** ما كانَ إلاّ مَسُّهُ فَدَسُّهُ

والعَسّاس -بالفتح والتشديد- والعَسْعَسُ -بالفتح- والعَسْعَاسُ‏:‏ الذئب، لأنّه يَعُسُّ بالليل أي يَطلُب‏.‏

ويقال للقنافذ‏:‏ العَسَاعِسُ، لكثرة ترددها بالليل‏.‏

وعَسْعَسٌ‏:‏ موضع بالبادية‏.‏ وقال الخارْزَنْجي‏:‏ عَسْعَسٌ‏:‏ جبل طويل من وراء ضَرِيَّةَ على فَرْسَخٍ لبَني عامِر، قال بِشْرُ بن أبي خازِم‏:‏

لِمَنْ دِمْنَةٌ عاديَّةٌ لم تؤنَّسِ *** بِسِقْطِ اللِّوى بينَ الكَثيبِ فَعَسْعَسِ

وقال امرؤ القيس‏:‏

تأوَّبَني دائي القديمُ فَغَلَّسا *** أُحاذِرُ أنْ يَرْتَدَّ دائي فأُنْكَسا

ولم تَرِمِ الدّارُ الكَثيبَ فَعَسْعَسًا *** كأنّي أُنادي أو أُكَلِّمُ أخْرَسا

ورَوى الأصمَعي‏:‏ ألِمّا على الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا‏.‏

وعَسْعَسُ بن سَلاَمَة‏:‏ كان مشهورًا بالبصرة في صدر الإسلام، قال رُوَيْشِد الأسديّ‏:‏

فِيْنا لَبيدٌ وأبو مُحَيّاهْ *** وعَسْعَسٌ نِعْمَ الفَتى تَبَيّاهْ

أي‏:‏ تَعْتَمِدُه‏.‏

ودراةُ عَسْعَسٍ‏:‏ غَرْبيَّ الحِمى، وقد ذَكَرْتُها في تركيب دور، وبَسَطْتُ في ذِكرِها الكلام، وذَكَرْتُ ما حَضَرَني من الشواهِد، وللّه الحمد والمِنَّة‏.‏

والعَسْعاسُ‏:‏ السَّراب، قال رؤبة‏:‏

وبَلَدٍ يجري عليه العَسْعاسْ *** من السَّرَابِ والقَتَامُ المَسْمَاسْ

المَسْمَاس‏:‏ الخفيف الرقيق‏.‏

وعَسْعَسَ الذئبُ‏:‏ أي طاف بالليل‏.‏

ويقال- أيضًا-‏:‏ عَسْعَسَ الليل‏:‏ إذا أقبَلَ ظلامُه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏واللَّيْلِ إذا عَسْعَسَ‏}‏، قال الفرّاء‏:‏ اجتمَعَ المُفَسِّرون على أنَّ معنى ‏{‏عَسْعَسَ‏}‏ أدْبَرَ، وقال بعض أصحابنا‏:‏ معناه أنَّه دَنا من أوَّلِه وأظلَمَ‏.‏ وكذلك السحابُ إذا دَنا من الأرض، وقال الليث‏:‏ من الأرضِ ليلًا؛ لا يُقال ذلك إلاّ بالليل إذا كان في ظُلْمَةٍ وبَرْقٍ، وأنشد‏:‏

عَسْعَسَ حتى لو نَشَاءُ إدَّنا *** كانَ لنا من نارِهِ مُقْتَبَسُ

أرادَ‏:‏ إذْ دَنا؛ فأدْغَمَ الذال في الدال، يعني سحابًا فيه برق وقد دَنا من الأرض‏.‏

وقال ابن عَرَفَة‏:‏ يقال عَسْعَسَ الليل‏:‏ إذا أقبَلَ أو أدْبَرَ بظُلْمَتِه‏.‏

وعَسْعَسَ فلان الأمر‏:‏ إذا لَبَّسَه وعَمّاه‏.‏

وعَسْعَسَه -أيضًا-‏:‏ أي حَرَّكه‏.‏

واعْتَسَّ بالليل‏:‏ أي عَسَّ، ويُروى المَثَل الذي ذكرناه في اوّل هذا التركيب‏:‏ كَلْبٌ اعْتَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، قال الحُطَيْئَة‏:‏

ويُمْسي الغُرابُ الأعورُ العَيْنِ واقِعًا *** مَعَ الذئبِ يَعْتَسّانِ ناري ومِفْأدي

واعْتَسَّ -أيضًا-‏:‏ أي اكْتَسَبَ‏.‏

واعْتَسَّ الإبل‏:‏ إذا دَخَلَ وَسَطَها فَمَسَحَ ضُرُوْعَها لِتَدُرَّ‏.‏

والتَّعَسْعُسُ‏:‏ الشَّمُّ، قال‏:‏

كَمَنْخِرِ الذِّئبِ إذا تَعَسْعَسا

والتَعَسْعُس -أيضًا-‏:‏ طَلَبُ الصَيد‏.‏

والتركيب يدل على الدُّنُّوِّ من الشيء وطَلَبِه وعلى خِفَّة في الشيء‏.‏

عسطس

الليث‏:‏ العَسَّطُوْس‏:‏ شجرة تُشْبِه الخَيزَران- مشدَّدَة-، قال ذو الرمَّةِ يَصِف الحَميرَ وفَحْلَها‏:‏

على أمْرِ مُنْقَدِّ العِفَاءِ كأنَّهُ *** عَصا عَسَّطُوْسٍ لِيْنُها واعْتِدالُها

قال‏:‏ ويقال عَسَّطُوْس شَجَر يكون بالجزيرة‏.‏ قال ويُقال بَلِ العَسَّطُوْس رأسُ النَّصارى بالرُّومِيَّة‏.‏ والذي يُروى في بَيْتِ ذي الرُّمَّة‏:‏ ‏"‏عَصاقَسِّ قُوْسٍ‏"‏، والقُوْس‏:‏ المنارة التي فيها الراهِب، وقال الأصمعي‏:‏ وأنا أُنْشِدُ‏:‏ ‏"‏عَصاقَسِّ دَيْرٍ‏"‏، وقال أبو عمرو‏:‏ ليسَ شَيء أشَدَّ اسْتِواءً من عَصا القَسِّ؛ تكونُ مَلْساء مُسْتَوِية‏.‏

عضرس

ابن عبّاد‏:‏ العَضْرَسُ -بالفتح-‏:‏ حِمَارُ الوَحْشِ‏.‏

والعَضْرَسُ‏:‏ البَرْدُ‏.‏ قال‏:‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ العَضْرَسُ‏:‏ البَرَدُ، وقيل‏:‏ هو الثَّلجُ، وفي المَثَل‏:‏ أبرَدُ من العَضْرَسِ‏.‏ وقيل الوَرَق الذي يُصْبِحُ عليه النَّدى‏.‏ وقيل‏:‏ هي ‏"‏الخُضْرَة‏"‏ اللاّزِقة بالحِجارة الناقِعَة في الماء‏.‏

وقال الدِّيْنَوَريٌّ‏:‏ العَضْرَسُ؛ الواحدة‏:‏ عَضْرَسَة‏:‏ وقال أبو زياد‏:‏ العَضْرَسُ‏:‏ عُشْبٌ أشْهَب الخُضْرَة يَحْتَمِل النَدى احْتِمالًا شديدًا، وأنشد قولَ تميم بن أبي مٌقْبِل‏:‏

والعَيْرُ يَنْفُخُ في المَكْنانِ قد كَتِنَتْ *** منه جَحافِلُهُ والعَضْرَسِ الثَّجِرِ

كذا رَواه وقال‏:‏ عَنى أنَّ هذا العَضْرَسَ نَبَتَ في الثِّنْجَارَةِ، والثِّنْجَارَةُ‏:‏ نُقْرَةٌ في الأرض‏.‏ ورَوى غيرُه‏:‏ ‏"‏الثُّجَرِ‏"‏ جمع ثُجْرَة وهي القِطَعُ‏.‏

وقال غيره‏:‏ نَوْرُ العَضْرَسِ أحْمَرُ قانئُ الحُمْرَة، قال‏:‏ والعَضْرَسُ لَوْنُه إلى السَواد، وأنشد لِتَميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل‏:‏

على إثرِ شَحّاجٍ لطيفٌ مَصيرُهُ *** يَمُجُّ لُعَاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ ساعِلُه

قال‏:‏ وأبو زيادٍ أعْلَمُ بما قالَ، قال‏:‏ وقد يجوز أن يكون ابن مُقْبِلٍ أرادَ بالجَوْنِ ظُلْمَةَ الرِّيِّ وادْهِيْمامَه‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ العَضْرَسُ من الذَُكورِ، ولِحُمْرَةِ نَوْرِ العَضْرَسِ شُبِّهَت به عيون الكِلاب إذا احْمَرَّت من الجِدِّ في طَلَبِ الصيد، قال البَعيث واسْمه خِداشُ بن بشْرٍ‏:‏

فصَبَّحَهُ عِنْدَ الشُّرُوقِ غُدَيَّةً *** كِلابُ ابن عمّارٍ عِطافٌ وأطْلَسُ

مُحَرَّجَةٌ حُصٌّ كأنَّ عُيُوْنَها *** إذا أيَّهَ القَنّاص بالصَّيْدِ عَضْرَسُ

ويُروى‏:‏ ‏"‏مُهَرَّتَةٌ‏"‏ و‏"‏مُغَرَّثَةٌ‏"‏‏.‏

وقال الدِّيْنَوَريُّ‏:‏ زَعَمَ بعض الرواة أنَّ العَضْرَسَ من أجْناسِ الخِطْميِّ، ولم أجِد هذا القول معروفًا، قال‏:‏ وقال بعض الرواة أيضًا‏:‏ العَضْرَسُ من ذكور البَقْلِ؛ لونُه لونُ الحمقاء؛ فيه مُلْحَةٌ، وهو أشدُّ البَقْلِ كُلِّه رُطُوبَةً، وليس لها صَيُّوْرٌ، والصَّيُّورُ أن يبقى يابِسُه بَعْدَ رَطْبِه، وقال عمرو بن أحمر الباهليّ‏:‏

يَظَلُّ بالعَضْرَسِ حِرباؤها *** كأنّه قَرْمٌ مُسَامِ أشِرْ

وقال أبو عمرو‏:‏ العَضْرَسُ في البيت‏:‏ الظَّرِبُ الصَّغير‏.‏

وقيل‏:‏ العُضَارِس‏:‏ العَضْرَسُ، قال‏:‏

يا رَبَّ بيضاءَ مِنَ العَطامِس *** تَضْحَكُ عن ذي أُشُرٍ عُضَارِسِ

والجمع‏:‏ عَضَارِسُ -بالفتح- مثال‏:‏ جُوَالِق وجَوَالِق‏.‏

عطرس

ابن عبّاد‏:‏ عُطْروس في شِعْرِ الخَنْساء لم يُفَسَّر، في قولها‏:‏

إذا يُخالِفُ طُهْرَ البِيْضِ عُطْرُوْسُ

قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ لم أجِد للخنساء قصيدة ولا قِطْعَةً على قافية السين مضمومة من بحر البسيط مع كَثْرَة ما طالَعْتُ من نُسَخِ ديوان شِعرِها‏.‏

عطس

العَطْسُ والعُطاس‏:‏ مصدَر قولِكَ عَطَسَ يَعْطُسُ ويَعْطِسُ، قال عَمَر بن الأشعَث بن لَجَإٍ‏:‏

يَقْلِبُ من أبو الِهِنَّ الرَّأْسا *** قَلْبَ العِبَاديِّ أرادَ العَطْسا

ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إنَّ اللهَ يُحِبُ العُطاسَ ويكره التَثاؤب‏.‏

ويقال‏:‏ العَطْسَة عند الحديث تَصْديقه، قال الكُمَيْت يمدَح مَسْلَمَة بن هِشام‏:‏

بَلَغْتَ مُنى الرّاجِيْنَ وازْدَدْتَ فَوْقَها *** وصَدَّقتَ بالفألِ الأُنوفَ العَوَاطِسا

وربَّما قالوا‏:‏ عَطَسَ الصُّبْحُ إذا انْفَلَقَ‏.‏

وظبيٌ عاطِسٌ‏:‏ وهو الذي يَسْتَقْبِلُكَ من أمامِك‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ كانت العرب تَتَشَأّمُ بالعُطَاسِ، وأنشد‏:‏

وخَرْقٍ إذا وَجَّهْتَ فيه لِغَزْوَةٍ *** مَضَيْتَ ولم تَحْبِسْكَ عنه العَوَاطِسُ

ويُروى‏:‏ ‏"‏الكَوَادِسُ‏"‏‏.‏

وقال الليث‏:‏ سُمِّيَ الصُّبْحُ عُطَاسًا، قال امرؤ القيس‏:‏

وقد أغْتَدي قبل العُطاسِ بِسابِحٍ *** أقَبَّ كيَعْفُوْرِ الفَلاةِ مُحَنَّبِ

ويُروى‏:‏ ‏"‏قَبلَ الشُّرُوْقِ‏"‏، وهذه أكثَر‏.‏

والعَطّاس‏:‏ فَرَسُ يزيد بن عبد المَدَانِ الحارِثيِّ، وفيه يقول‏:‏

وما شَعَروا بالجَمْعِ حتى تَبَيّنوا *** لدى شُعْبَةِ القَرْنَيْنِ رَبَّ المُزَنَّمِ

يَبُوْعُ بِهِ العَطّاسُ رافِعَ أنْفِهِ *** له ذَمَرَاتٌ بالخَمِيْسِ العَرَمْرَمِ

وقال الليث‏:‏ المَعْطَس‏:‏ الأنف، الميم والطاء مفتوحتان كالمَدْمَع والمَضْحَك، قال‏:‏ هذه حَجَّة مَنْ يقول يَعْطُسُ، والمَعْطِسُ -مكسورة الطاء- حُجَّةُ من يقول يَعْطِسُ، لأنَّ مَفْعِلًا من الفِعْلِ المكسور العين، ومَفْعَلٌ من الفِعْلِ المَضموم العين‏.‏ وَرَدَّ المُفَضَّلُ بن سَلَمَة على الليث‏:‏ المَعْطَس -بفتح الطاء-‏.‏ قال ذو الرُّمَّةِ‏:‏

وألْمَحْنَ لَمْحًا عن خُدُوْدٍ أسِيْلَةٍ *** روَاءٍ خلا ما أنْ تَشِفَّ المَعَاطِسُ

وقال ابن الأعرابي‏:‏ العاطُوس دابَّة يُتَشأَّمُ بها‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ تقول العرب للرجل إذا مات‏:‏ عَطَسَتْ به اللُّجَمُ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ وبعضهم يقول غَطَسَتْ -مُعجَمَة-‏:‏ أي ذَهَبَت به المَنِيَّة‏.‏

وقال‏:‏ واللُّجْمَة‏:‏ كُلُّ ما تَطَيَّرَت به، قال‏:‏

وإنّا أُناسٌ لا تَزالُ جَزُوْرُنا *** لها لُجَمٌ من المَنِيَّةِ عاطِسُ

ويقال للموت‏:‏ اللُّجَمُ العَطوس، قال رؤبة‏:‏

قالتْ لِماضٍ لم يَزَلْ حَدُوْسا *** يَنْضُو السُّرى والسَّفَرَ الدَّعُوْسا

ألا تَخافُ اللُّجَمَ العَطُوْسا ***

الحَدُوْسُ‏:‏ الذي يرمي بِنَفْسِهِ المَرامِي‏.‏

ويقال‏:‏ فلان عَطْسَةُ فلان‏:‏ إذا أشْبَهَهُ في خَلْقِه وخُلُقِه‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ المُغَطَّس -يعني بفتح الطاء المشدَّدة-‏:‏ الرّاغِمُ الأنفِ‏.‏

عطلس

ابن دريد‏:‏ العَطَلَّس- مثال عَمَلَّس-‏:‏ الطويل‏.‏

عطمس

العَيْطَموس من النساء‏:‏ التّامة الخَلْقِ، وكذلك من الإبل‏.‏ وقال شَمِر‏:‏ العَيْطَموس من النساء‏:‏ الجميلة‏.‏ وقال أبو عُبَيد‏:‏ هي الحَسَنة الطَّويلة‏.‏ والجمع العَطاميس، وقد جاء في ضرورة الشِّعْر عَطَامِسُ، قال‏:‏

يا رُبَّ بَيْضاءَ من العَطامِسِ *** تَضْحَكُ عَنْ ذي أُشُرٍ عُضَارِسِ

وكان يجب أن يقول عَطامِيْس، لأنّك لمّا حَذَفْتَ الياء من الواحدة بَقِيَت عَطَمُوْس -مثال قَرَبُوْس-، فَلَزِمَ التعويض، لأنَّ حرف اللِّيْنِ رابِعُهُ؛ كما لَزِمَ في التَّحْقير، ولم تَحْذِفِ الواو، لأنَّكَ لو حَذَفْتَها لاحْتَجْتَ -أيضًا- إلى أن تَحْذِفَ الياء في الجمع والتصغير، وإنّما تَحْذِفُ من الزِّيادَتَيْن ما إذا حَذَفْتَها اسْتَغنَيتَ عن حَذْف الأخْرى‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ العَيْطَموس‏:‏ الناقة الهَرِمَة‏.‏

وقال الليث‏:‏ العَيْطَموس‏:‏ المرأة التّارَّة ذاةُ قَوَامٍ وألْوَاحٍ، ويقال ذلك لها في تلك الحال إذا كانت عاقِرًا، ويقال العُطْمُوْس أيضًا‏.‏

وقال ابن فارِس‏:‏ كَلُّ ما زادَ في العَيْطَموس على العَين والياء والطاء فهو زائد، وأصله العَيْطاء وهي الطويلة العُنُق‏.‏

عفرس

العِفْرِس -بالكسر- والعِفْريس والعِفْراس والعُفْرُوس والعَفَرْنَس‏:‏ الأسد الشَّديد، وما سِوى العين والفاء والراء فهو زيادة‏.‏

والعَفَرْنَس من الإبل‏:‏ الغليظ العُنُق‏.‏

وعَفْرَسَه‏:‏ إذا صَرَعَه وغَلَبَه‏.‏

عفس

العَفْسُ‏:‏ الحَبْسُ، والابْتِذال أيضًا، قال العجّاج يَصِفُ بعيرًا‏:‏

كأنَّه من طولِ جَذْعِ العَفْسِ *** ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ

والسِّدسِ أحيانًا وفوقَ السِّدْسِ *** يُنْحَتُ من أقْطارِهِ بفَأْسِ

والعَفْس‏:‏ شِدَّة سَوْق الإبل، وأنشد‏:‏

يَعْفِسُها السَّوَاقُ كُلَّ مَعْفَسِ ***

والعَفْسُ‏:‏ دَلْكُ الأديمِ باليَدِ‏.‏ وثوبٌ مِعْفَسٌ‏:‏ صَبورٌ على الدَّعْكِ‏.‏

والعَفْسُ‏:‏ الضَّربُ على العَجْزِ بالرِّجْلِ‏.‏

وعَفَسْتُه‏:‏ إذا جَذَبْتَه إلى الأرض فَضَغَطْتَه ضَغْطًا شديدًا؛ عن ابن الأعرابي‏.‏ قال‏:‏ وقيل لأعرابيّ‏:‏ إنَّكَ لا تُحْسِنُ أكلَ الرأسِ فقال‏:‏ أما والله إنّي لأعْفِسُ أُذُنَيْه وأفُكُّ لَحْيَيْهِ وأسْحى خَدَّيْه وأرْمي بالمُخِّ إلى من هو أحوَجُ منّي إليه‏.‏ قال ابن الأعرابي‏:‏ الصاد والسين في هذا الحرف جائز‏.‏

ويقال إنَّ المَعْفِسَ -مثال مَسْجِد-‏:‏ المَفْصِلُ من المفاصِل، وفيه نَظَرٌ‏.‏

والعِفاس وبَرْوَع‏:‏ اسما ناقتين للراعي النُّمَيْريِّ الشاعر، وقال يذكُرُهما‏:‏

وإن خَذَلَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ *** بِمَحْنِيَةٍ أشْلى العِفَاسَ وبَرْوَعا

ويُروى‏:‏ ‏"‏إذا اسْتَأْخَرْتَ‏"‏‏.‏

والعِيَفْس -مثال حِيَفْس-‏:‏ القصير‏.‏

وانْعَفَسَ في التُّراب‏:‏ أي انُعَفَرَ‏.‏

وتَعافَسَ القَوْمُ‏:‏ إذا تَعالَجُوا في الصِّرَاعِ‏.‏ والمُعَافَسَة‏:‏ المُعالَجَة‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أنَّ أبا بكر الصدِّيق لَقِيَ حنظلة بن الربيع الأُسَيْدي -رضي الله عنهما- فقال‏:‏ كيف أنتَ يا حنظلة‏؟‏ قال‏:‏ قلتُ نافقَ حنظلة‏.‏ قال‏:‏ سبحان الله ما تقول‏؟‏ قال‏:‏ قلتُ نكون عند رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يُذَكِّرُنا بالنار والجنة كأنّا رأْيَ عين؛ فإذا خرجنا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وعافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَيعاتِ نَسِينا كثيرًا، قال أبو بكر -رضي الله عنه-‏:‏ فَواللهِ إنّا لَنَلْقى مثل هذا، فانْطَلَقْتُ أنا وأبو بكرٍ -رضي الله عنه- حتى دخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- فقُلْتُ‏:‏ نافَقَ حنظلة يا رسول اللهِ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «وما ذاكَ‏؟‏، قُلْتُ‏:‏ يا رسول الله نكونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنا بالنّارِ والجنّة كأنّا رَأْيَ عَيْنٍ، فإذا خرجنا من عِندكَ وعافَسْنا الأزواجَ والأولادَ والضَيعاتِ نَسِينا كثيرًا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «والذي نفسي بِيَدِه أنْ لو تَدومونَ على ما تكونون عندي وفي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُم الملائِكة على فُرُشِكُم وفي طُرُقِكم، ولكن يا حنظلة ساعةُ وساعةً ثلاثَ مَرّاتٍ»‏.‏ ‏"‏رَأْيَ عَيْنٍ‏"‏ منصوب بإِضمارِ نَرى‏.‏

وفي حديث عليٍّ -رضي الله عنه- أنَّه قال‏:‏ زَعَمَ ابن النابغة أنّي تِلْعابَة تِمْزاحَة أُعافِس وأُمارِس، هَيْهاتَ يمنَعَ من العِفَاسِ والمِرَاسِ خوفُ الموتِ وذِكْرُ البَعْثِ والحِساب، ومَن كان له قَلْبٌ ففي هذا عن هذا واعِظٌ وزاجِرٌ‏.‏ هكذا ذَكَره أبو سُلَيمان الخَطّابيّ -رحمه الله- في غريب الحديث من تأليفه، وهو في نهج البلاغة على غير هذا، والمُعَوَّل على ما ذَكَرَه الخَطّابيّ‏.‏

وقيل في قول جرير يهجو الراعي النُّمَيْريّ‏:‏

فأولِع بالعِفَاسِ بَني نُمَيْرٍ *** كما أوْلَعْتَ بالدَّبَرِ الغُرَابا

يدعو عليهم، أرادَ‏:‏ بالفساد، ورواه عُمارَة‏:‏ فأوْلِعْ بالفَسَاد، وقيل‏:‏ أرادَ الناقة المُسَمّاة بالعِفَاسِ؛ بديل البيت الذي قَبْلَ هذا البيت، وهو‏:‏

تَحِنُّ له العِفَاسُ إذا أفاقَتْ *** وتَعْرِفُهُ الفِصالُ إذا أهابا

إفاقَتُها‏:‏ دُرُوْرُها واجْتِماعُ دِرَّتِها بعد الحَلَبِ‏.‏

وقال ابن فارِس‏:‏ اعْتَفَسَ القومُ‏:‏ أي اصْطَرَعوا‏.‏

والتركيب يدل على مُمارَسَة ومُعالَجَة‏.‏

عفقس

العَفَنْقَسُ‏:‏ العَسِر الأخلاق، وخُلُقٌ عَفَنْقَسٌ، قال العجّاج‏:‏

إذا أراد خُلُقًا عَفَنْقَسا *** أقَرَّهُ النّاسُ وإنْ تَفَجَّسا

وقال الكِسائيّ‏:‏ رَجُلٌ عَفَنْقَس فَلَنْقَس‏:‏ أي لئيم‏.‏

ويُقال‏:‏ ما أدري ما عَفْقَسَه وما عَقْفَسَه‏:‏ أي ما الذي أساءَ خُلُقَه بعد ما كانَ حَسَنَ الخٌلٌقِ‏.‏

عقبس

اللِّحْيَاني‏:‏ العَقَابِيْس‏:‏ الشدائد من الأمور‏.‏

وقال غيرُه‏:‏ رماه الله بالعَقَابيس والعَقَابيل والعَبَاقيل‏:‏ أي بالدواهي‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ العَقَنْبَس والعَبَنْقَس‏:‏ السَّيِّئُ الخٌلٌق‏.‏

عقرس

ابن عبّاد‏:‏ عَقْرَس -مثال جَعْفَر-‏:‏ حيُّ باليَمَن‏.‏

عقفس

الليث‏:‏ العَقَنْفَس والعَفَنْقَس -لغتان مثل الجَذْبِ والجَبْذِ-‏:‏ وهو السَّيِّئُ الخُلُق المُتَطاوِل على الناس، يقال‏:‏ ما أدري ما الذي عَقْفَسَه وعَفْقَسَه‏:‏ أي ما الذي أساءَ خُلُقَه بعد ما كانَ حَسَنَ الخٌلٌقِ‏.‏

عكبس

اللِّحيَاني‏:‏ إبل عُكَابِس وعُكَبِس -مثال عُجَالِط وعُجَلِط-‏:‏ أي كثيرة‏.‏ وقال أبو حاتم‏:‏ إذا قارَبَتِ الإبل الألفَ فهيَ عُكَابِس وعُكَبِس‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ تَعَكْبَسَ الشيء‏:‏ إذا رَكِبَ بعضُه بعضًا‏.‏

عكس

العَكْسُ‏:‏ أن تَشُدَّ حبلًا في خَطْمِ البعير إلى رُسْغِ يديه لِيَذِلَّ‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ عَكَسْتُ البعير عَكْسًا‏:‏ إذا عَقَلْتَ يديه بِحَبْلٍ ثُمَّ رَدَدْتَ الحَبْلَ من تَحْتِ بطنِه فَشَدَدْتَه بِحَقْوِه‏.‏ ومنه قول الربيع بن خُثَيْم‏:‏ اعْكسوا أنفُسَكُم عَكْسَ الخيلِ باللُّجُمِ‏.‏ واسْم ذلك الحبل‏:‏ عِكَاس بالكسر‏.‏

والعَكْسُ‏:‏ قَلْبُكَ الشيء نحوَ الكلام وغيرِه، يقال‏:‏ عَكَسْتُ كلامي أعْكِسْهُ -بالكسر- عَكْسًا‏:‏ إذا قَلَبْتَه‏.‏ وقيل‏:‏ العَكْسُ رَدُّكَ آخِرَ الشيء إلى أوّلِه، ومنه عكس البَلِيَّةِ عِنْدَ القبر، لأنَّهم كانوا يَرْبطونها معكوسة الرأس إلى ما يلي كَلْكَلَها وبَطْنَها؛ ويقال إلى مُؤخَّرِها مِمّا يَلي ظَهْرَها؛ ويَتْرُكُونها على تلك الحال حتى تموت، قال جرير‏:‏

إنّا إذًا معشَرٌ كَشَّتْ بِكارَتُهُم *** صُلْنا بأصْيَدَ سامٍ غَيْرَ مَعْكوسِ

والعَكيس‏:‏ لَبَنٌ يُصَبُّ على مَرَقٍ كائنًا ما كان، تقول منه‏:‏ عَكَسْتَ أعْكِسُ عَكْسًا‏.‏

والعَكِيْسُ -أيضًا- من اللَّبَنِ‏:‏ الحليب تُصَبُّ عليه الإهالة فَيُشْرَبُ، قال الراعي يَرُدُّ على الحلال ويَذُمُّ أُمَّه‏:‏

فَلَمّا سَقَيْناها العَكِيْسَ تَمَلأتْ *** مَذاخِرُها وازْدادَ رَشْحًا وَرِيْدُها

ويُروى‏:‏ ‏"‏تمدَّحَتْ‏"‏ و ‏"‏تَمذَّحَتْ‏"‏، ومَذَاخِرُها‏:‏ زوايا بطنها‏.‏ وقال آخَر‏:‏

جَفْؤكَ ذا قِدْرِكَ للضِّيْفانِ *** جَفًْا على الرُّغْفانِ في الجِفَانِ

خَيْرٌ من العَكِيْسِ بالألْبانِ ***

والعَكِيْسُ -أيضًا-‏:‏ القضيب من الحَبَلَةِ يُعْكَسُ تحت الأرض إلى موضِعٍ آخر‏.‏

والليلة العَكيسَة‏:‏ الظَّلماء‏.‏

والعَكيسَة‏:‏ الكثير من الإبل‏.‏

وعَكِسَ به‏:‏ مثل عَسِكَ به‏.‏

ويقال‏:‏ دونَ ذلك الأمر عِكاس ومِكاس‏:‏ وهو أن تاخُذَ بِناصِيَتِه ويأخُذَ بناصِيَتِك، وقيل‏:‏ هو إتباع‏.‏

وقال الليث‏:‏ الرجل إذا مشى مَشْيَ الأفعى يقال‏:‏ هو يَتَعَكَّس في مِشْيَتِه كأنَّه قد يَبِسَت عُرُوقُه، والسَّكران إذا مَشى كأنَّه يَتَعَكَّسْ في مِشْيَتِه‏.‏

وانْعَكَسَ الشيء واعْتَكَسَ‏:‏ بِمَعْنىً، قال‏:‏

طافُوا بِهِ مُعْتَكِسِينَ نُكَّسا *** عَكْفَ المَجوسِ يَلْعَبونَ الدَّعْكَسا

والتركيب يدل على جَمْعٍ وتَجَمُّع‏.‏

عكمس

إبِلٌ عُكَمِسٌ وعُكَامِسٌ وعُكَبِسٌ وعُكَابِسٌ‏:‏ أي كثيرة‏.‏ وقال أبو حاتم‏:‏ إذا قارَبَتِ الإبل الألْفَ فهي عُكَمِسٌ وعُكَامِسٌ وعُكَبِسٌ وعُكَابِسٌ‏.‏

وقال ابن فارِس‏:‏ ليلٌ عُكَامِسٌ‏:‏ مُظْلِم، وأنشد‏:‏

والليلُ ليلٌ مُظْلِمٌ عُكَامِسُ ***

قال‏:‏ وهذا منحوت من عَكَسَ وعَمَسَ؛ لأنَّ في عَمَسَ معنىً من معاني الإخفاء، والظُّلْمَة تُخْفي، يقال‏:‏ عَمَسَ عليه الخَبَر‏.‏

والعُكْموس والعُمْكوس والكُعسوم والكُسْعُوْم‏:‏ الحِمار‏.‏

وعَكْمَسَ الليل‏:‏ إذا أظْلَمَ‏.‏

علدس

ابن دريد‏:‏ العَلَنْدَس والعَرَنْدَس‏:‏ الصُّلْبُ الشديد من الإبل، وناقة عَلَنْدَسة وعَرَنْدَسة‏.‏

وقال هِشام‏:‏ العَرَنْدَس؛ وقال أبو الطَّيِّب‏:‏ العَلَنْدَس‏:‏ الأسد الشديد‏.‏

علس

العَلَسُ -بالتحريك-‏:‏ القُرَاد‏.‏

والمُسَيَّب بن عَلَس بن مالك بن عمرو بن قُمامة بن عمرو بن يزيد بن ثَعْلَبَة بن عَدِيّ بن ربيعة بن مالك بن جُشَم بن بلال بن خُماعة بن جُلَيّ بن أحْمَس بن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نِزار‏.‏

ورجل عَلَسيّ‏:‏ أي شديد، قال المَرّار بن سعيد الفَقْعَسِيّ‏:‏

يسبرُ فيها القومُ خِمْسًا أمْلَسا *** إذا رآها العَلَسِيّ أبْلَسا

وعَلَّقَ القوم أدَاوى يُبَّسا ***

والعَلَس -أيضًا-‏:‏ ضَرْبٌ من الحِنْطَة تكون حبّتان في قِشْرٍ، وهو طعام أهل صنعاء‏.‏ وقال الدِّيْنَوَريّ‏:‏ العَلَس ضَرْبٌ من البُرِّ جَيِّدٌ غيرَ أنّه عَسِرُ الاسْتِنقاء؛ يَنْبُتُ بنواحي اليمن، قال‏:‏ وزَعَموا أنّ العَلَسيَّ المَقِرُ وهي نبات الصَبُر، قال‏:‏ وأخبرني بعض البحرانيين قال‏:‏ له نورٌ حَسَنٌ مِثل نور السُّوْسَنِ‏:‏ ونباته -أيضًا- نباتُ السُّوْسَنِ الأخضر إلاّ أنَّه أعظمَ ورقًا وأغْلَظُ، قال أبو وَجْزَة السَّعْدي ووَصَفَ الضُّعنَ وما زَيَّنَّ به الإبل من الرَّقْمِ‏:‏

كأنّ النُّقْدَ والعَلَسِيّ أجْنى *** ونَعَّمَ نَبْتَهُ وادٍ مَطِيْرُ

وقال ابن عبّاد‏:‏ العَلَسيّ شجرة تَنْبُتُ عُرْجُوْنًا كهيئة عُرْجُوْن النَّخل‏.‏

وقال غيره‏:‏ العَلَس‏:‏ ضرب من النمل‏.‏ وقال أبو عُبَيْدَة‏:‏ العَلَسَة دُوَيْبَة شبيهَة بالنَّملة أو الحَلَمَة، وبها سُمِّيَ الرَّجُلُ عَلَسًا، قال‏:‏

عُمَارَةُ الوَهّابُ خيرٌ من عَلَسْ *** وزُرْعَةُ الفَسّاءُ شَرٌّ من أنَسْ

وأنا خَيرٌ مِنْكَ يا قُنَبَ الفَرَسْ ***

ووقَعَ في الجَمْهَرَة‏:‏ ربيعَةُ الوَهّاب‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ العَدَسُ يقال له العَلَسُ‏.‏

وقال الليث‏:‏ العَلِيْس‏:‏ شِواءٌ سَمين‏.‏ وقال غيره‏:‏ هو الشِّوَاء مَعَ الجِلْدِ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ شِوَاءٌ مَعْلوس‏:‏ إذا أُكِلَ بالسَّمْنِ‏.‏

وقال الليث‏:‏ العَلْسُ‏:‏ الشُّرْبُ، يقال‏:‏ عَلَسَ يَعْلِسُ عَلْسًا‏.‏ قال‏:‏ وقال أبو ليلى‏:‏ العَلسُ‏:‏ ما يُؤكل ويُشْرَب‏.‏

وقال أبو صاعِد الكِلابيّ‏:‏ يقال‏:‏ ما ذاقَ عَلُوَسًا ولا لَؤْوسًا‏:‏ أي شيئًا، وكذلك‏:‏ ما عَلَسْنا عندهم عَلُوسًا‏.‏

وعَلُّوس -مثال تَنُّور-‏:‏ من قلاع الأكراد‏.‏

وقال ابن هانئ‏:‏ ما أكَلْتُ اليومَ عُلاسًا -بالضم-‏:‏ أي طعامًا‏.‏

وقد سَمّوا عُلَيْسًا -مُصَغَّرًا-‏.‏

ويقال‏:‏ ما عَلَّسُوا ضَيْفَهُم بشيءٍ تَعليسًا‏:‏ أي ما أطعموه‏.‏

وعَلَّس داؤه -أيضًا-‏:‏ أي اشْتَدَ وبَرَّحَ‏.‏

وقال ابن السِّكِّيت‏:‏ المُعَلَّس‏:‏ الرجُّل المُجَرَّب‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ التَّعْليس‏:‏ الصَّخَب والقالَة‏.‏

قال‏:‏ وناقة مُعَلَّسَة‏:‏ أي مُذَكَّرَة‏.‏

والتركيب يدل على شِدَّةٍ في شيءٍ‏.‏

علطبس

العَلْطَبيس‏:‏ الأمْلَس البَرّاق، قال عُذَافِر‏:‏

لَمّا رَأى شَيْبَ قَذالي عِيْسى *** وحاجِبي خَلِيْسا

وهامَةً كالطَّسْتِ عَلْطَبِيسا *** لا يَجِدُ القَمْلُ بها تَعْرِيسا

علطس

ناقة عِلْطَوْس -مثال فِرْدَوْس-‏:‏ وهي الخِيارُ الفارِهَة‏.‏

والعِلْطَوْسُ أيضًا‏:‏ الطويل‏.‏

والعَلْطَسَة‏:‏ عَدْوٌ في تَعَسُّفٍ‏.‏

علطمس

الليث‏:‏ العَلْطَمِيْس من النوق‏:‏ الشديدة الضخمة ذاةُ أقْطارٍ وسَنَامٍ مُشْرِفٍ‏.‏

قال‏:‏ والعَلْطَمِيْس‏:‏ الهامَة الضخمة الصلعاء، وأنشد الرَّجَزَ الذي أنشدتُه آنفًا‏:‏

وهامَةً كالطَّسْتِ عَلْطَمِيْسا

بالميم‏.‏ وقال رؤبة يصف نفسَه لأعدائه‏:‏

يَرَيْنَ رَحْبَ الشَّجْرِ عَلْطَمِيْسا *** لا يَتَشَكّى النَّطْحَةَ الفَطُوْسا

وقال ابن فارِس‏:‏ العَلْطَمِيْس‏:‏ الجارِيَة التّارَّة الحَسَنَة القوام، والأصل في هذا عَيْطَموس، واللام بدل من الياء والياء بدل من الواو، وكُلُّ ما زادَ على العَينِ والياء والطاء في هذا فهو زائِد، وأصْلُه العَيْطاء أي الطويلة‏.‏ وأنشد الليث في مُضَاعَفِ الحاءِ في تركيب د ح ح‏:‏

أغَرَّكِ أنَّني رَجُلٌ قَصيرٌ *** دُحَيْدِحَةٌ وأنَّكِ عَلْطَمِيْسُ

بالميم، أي مُمْتَلِئة شَبَابًا‏.‏

والعَلْطَمِيْس والعَلْطَبِيْس‏:‏ من صِفَةِ الكثير الأكْلِ الشديد البَلْع‏.‏

علكس

الليث‏:‏ عَلْكَس‏:‏ رجل من أهل اليَمَن‏.‏

والمُعْلَنْكِسُ من اليَبِيْسِ‏:‏ ما كَثُرَ واجْتَمَعَ‏.‏

والمُعْلَنْكِسُ‏:‏ المُتَراكِم من الرَّملِ أيضًا، وقال الكُمَيْت يصف ثورًا‏:‏

فبادَرَ ليلَةَ لا مُقْمِرٍ *** نَحِيْرَةً شَهْرٍ لِشَهْرٍ سِرَارا

إلى سَبِطات بمُعْلَنْكِسٍ *** من الرَّملِ أرْدَفَتِ الهارِهارا

واعْلَنْكسَ الشَّعر‏:‏ إذا اشتدَّ سوادُه، قال العجّاج‏:‏

أزمانَ غَرّاءُ تَبُذُّ العُنَّسا *** بفاحِمٍ دُوْوِيَ حتى اعْلَنْكسَا

وبَشَرٍ معَ البياضِ أمْلَسا ***

وقال الفرّاء‏:‏ شَعْرٌ مُعْلَنْكِس ومُعْلَنْكِك‏:‏ وهو الكثيف المجْتَمِع‏.‏

وقال ابن فارِس‏:‏ اللام بدل من الراء‏.‏

واعْلَنْكسَ الشيء‏:‏ إذا تردَّدَ‏.‏

وقال غيره‏:‏ المُعَلْكِس‏:‏ المُعْلَنْكِس‏.‏

علهس

ابن عبّاد‏:‏ عَلْهَسْتُ الشيء‏:‏ مارَسْتُهُ بشِدَّةٍ‏.‏

عمرس

العَمَرَّس -مثال العَمَلَّس-‏:‏ القوي الشديد من الرِجال‏.‏ وقال ابن فارِس‏:‏ هذا مِمّا زيدَت فيه العَيْن، وإنَّما هو من الشيء المَرِس وهو الشديد الفَتْلِ‏.‏

وسَيْرٌ عَمَرَّس وعَمَرَّد‏:‏ أي شديد‏.‏

ووِرْدٌ عَمَرَّس‏:‏ أي سريع‏.‏

والعَمَرَّس من الجِبال‏:‏ الشّامِخ الذي يَمْتَنِع أن يُصْعَدَ إليه‏.‏

والعَمَرَّس‏:‏ الشَّرِس الخُلُق القَوِيّ‏.‏

قال‏:‏ ويوم عَمَرَّس‏:‏ شديد، وشَرٌ عَمَرَّسٌ‏:‏ كذلك، قال حُمَيْد الأرقَط يَمْدَح الوليد بن عبد المَلِك‏:‏

وإنْ يَهِج يَومٌ لِيُبْتَلى بِهِ *** عَمَرَّسٌ يَكْلَحُ عن أنْيابِهِ

يُظِلُّ زَحْفَيْهِ ظِلالُ غابِهِ ***

والعُمْرُوْس‏:‏ الخروف، وقد جاء في الشعر في جمعه‏:‏ العَمَارِس -بحذف الياء-، قال حميد بن ثور -رضي الله عنه-، ويُروى للصِّمَّة بن عبد الله القُشَيْري، وهو مَوْجود في دِيْوانَيْ أشْعارِهِما‏:‏

أُولئك لَمْ يَدْرِيْنَ ما سَمَكُ القُرى *** ولا عُصُبٌ فيها رِئاتُ العَمَارِسِ

وفي شِعر الصِّمَّة‏:‏ بَصَلُ القُرى‏.‏

وربَّما قيلَ للغُلام الحادِر‏:‏ عُمْرُوْسٌ، عن أبي عمرو‏.‏

ومحمد بن عُبَيد الله بن أحمد بن عُمْرُوْس المالِكي‏:‏ من أصحاب الحديث‏.‏ وأصحاب الحديث يفتَحون العين، وهو خَلْفٌ، لِعَوَزِ بِنَاءِ فَعْلُوْلٍ سِوى صَعْفُوق وهو نادِر‏.‏

عمس

الليث‏:‏ العَمَاس -بالفتح-‏:‏ الحرب الشديدة‏.‏

والعَمَاس‏:‏ الداهِيَة‏.‏

وكُلُّ أمرٍ لا يُقام له ولا يُهْتَدى لوجهِه فهو‏:‏ عَمَاس‏.‏ ويوم عَمَاس من أيّام عُمُس وعُمْس، قال العجّاج‏:‏

إنْ يَسْمَهِرُّوا لِضِراسِ الضَّرْسِ *** ويَنْزِلوا بالسَّهْلِ بعدَ الشَّأسِ

مِنْ مَرِّ أيّامٍ مَضَيْنَ عُمْسِ ***

وقد عَمُسَ يومُنا -بالضم- عَمَاسَةً وعُمُوْسًا، وقال ابن دريد‏:‏ عَمِسَ يومُنا -بالكسر- عَمْسًا وعَمَسًا- بالتحريك-، قال العجّاج -أيضًا- في الواحِدِ‏:‏

إذْ لَقِحَ اليَوْمُ العَمَاسُ فاقْمَطَرّْ *** وخَطَرَتْ أيْدي الكُمَاةِ وخَطَرْ

وليل عَمَاس‏:‏ مُظلِم‏.‏

وأسد عَمَاس‏:‏ شديد، قال ذلك شَمِر، وأنشد لثابِت قُطْنة بن كعب بن جابِر العَتَكيّ‏:‏

قُبَيِّلَتانِ كالحَذَفِ المُنَدّى *** أطافَ بِهِنَّ ذو لِبَدٍ عَمَاسُ

وقال ابن السِّكِّيت‏:‏ يقال أمْرٌ عَمَاس وعَمَوس‏:‏ لا يُدْرَى من أينَ يُؤتى له‏.‏

وعَمِيْسُ الحمائِم‏:‏ وادٍ بين مَلَلٍ وفَرْشٍ، كان أحَدَ منازِل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- إلى بَدْرٍ‏.‏

والعَمِيْس‏:‏ الأمر المُغَطّى‏.‏

وعُمَيْس -مُصَغَّرًا-‏:‏ هو عُمَيْس بن مَعَدٍّ الخَثْعَمِيّ، أبو أسماء رضي الله عنها‏.‏

والعَموس‏:‏ الذي يَتَعَسّف الأشياء كالجاهِل‏.‏ وقيلَ للأسَد‏:‏ عَمُوْسٌ لأنّه يُوصَف بأخذ الفَرائس الجَهْلِ والغَلَبَة، قال أبو زُبَيد حرمَلَة بن المُنذر الطائي يصف أسدًا‏:‏

فباتُوا يُدْلِجونَ وباتَ يَسْري *** بَصيرٌ بالدُّجى هادٍ عَمُوْسُ

إلى أن عَرَّسوا وأغَبَّ منهم *** قَريبًا ما يُحَسُّ له حَسِيْسُ

أغَبَّ‏:‏ ظَهَرَ ساعةً وخَفِيَ أُخرى، ويقال أغَبَّ‏:‏ نَزَلَ قريبًا من الرَّكْبِ‏.‏ ويُروى‏:‏ غَمُوْس -بالغين مُعْجَمَة-، ويُروى‏:‏ هَمُوْس‏.‏

وعَمَسَ الكتاب‏:‏ أي دَرَسَ‏.‏

وعَمْوَاسُ -بسكون الميم-‏:‏ كورة من فلسطين، وأصحاب الحديث يُحَرِّكون الميم، وإليها يُنْسَب الطاعون، ويُضاف فَيُقال‏:‏ طاعون عَمْوَاس، وكان هذا الطاعون في خلافة عُمَر -رضي الله عنه- سنة ثماني عَشْرَةَ، ومات فيه جماعة من الصَّحابَة، ذَكَرْتُهُم في كتاب ‏"‏دَرِّ السَّحابة في وَفِيّات الصحابة‏"‏ من تأليفي‏.‏ قال‏:‏

رُبَّ خِرْقٍ مِثْلِ الهِلالِ وبَيْضا *** ءَ حَصَانٍ بالجِزْعِ من عَمْوَاس

والعَمْس‏:‏ أن تُرِيَ أنَّكَ لا تَعْرِفُ الأمرَ وأنتَ عارِفٌ به‏.‏

ويقال‏:‏ ما أدري أينَ دَقَسَ ولا أيْنَ عَمَسَ‏:‏ أي أينَ ذَهَبَ‏.‏

وفي النوادر‏:‏ حَلَفَ فلان على العَمِيسَة والغَمِيسَة -وفي بعض النُّسَخ منها‏:‏ على العَمِيسَيّة والغَمِيسَيّة-‏:‏ أي على يمينِ غيرِ حَقٍّ‏.‏

وعَمَسَ الشيء وأعْمَسَه‏:‏ أي أخفاه‏.‏

وأتانا بأُمَورٍ مُعَمِّسَاتٍ ومُعَمَّسَاتٍ -بكسر الميم المُشَدَّدة وبفتحِها-‏:‏ أي مُظلِمَة مَلْوِيّة عن جِهَتِها‏.‏

وتَعَامَسَ عن الشيء وتَعَامَشَ وتَعَاشى‏:‏ إذا تَغَافَلَ عنه‏.‏

وتَعَامَسَ فلان علَيَّ‏:‏ أي تَعامى عَلَيَّ وتَرَكَني في شُبهَةٍ من أمرِه‏.‏

وعامَسْتُ فلانًا‏:‏ إذا ساتَرْتَه ولم تُجاهِرْهُ بالعَدَاوَة‏.‏

وامرأة مُعامِسَة‏:‏ تَتَسَتَّر في سَبِيْبَتِها ولا تَتَهَتَّك، قال الراعي يهجو الحلال بن عاصِمٍ وخَنْزَرًا‏:‏

إنَّ الحَلالَ وَخَنْزَرًا وَلَدَتْهُما *** أمَةٌ مُعامِسَةٌ على الأطهارِ

هذه رواية الأزهري، أي تأتي ما لا خَيْرَ فيه مُعَالِنَةً به، ورِواية غيرِه‏:‏ ‏"‏مُقَارِفَة‏"‏، وهذه الرِّواية أشهر، وقال ابن جَبَلَة‏:‏ المُقارِفَة المُدانِيَة المُعَارِضَة من أن تُصِيْبَ الفاحِشَة، وهي التي تَلْقَحُ لغَيْرِ فَحْلِها‏.‏

والمُعامَسَة‏:‏ السِّرار‏.‏

والتركيب يدل على شِدَّة في اشْتِباه والْتِواء في الأمر‏.‏

عمكس

العُمْكُوْسُ والعُكْمُوْسُ والكُسْعُوْمُ والكُعْسُوْمُ‏:‏ الحِمار‏.‏

عملس

أبو عمرو‏:‏ العَمَلَّس والعَمَرَّس‏:‏ القويّ على السير السَّريع، قال عَدِيّ بن زيد بن مالِك بن عَدِيّ بن الرِّقاع العامِليّ، وليس لِمِلْحَةَ كما وَقَعَ في الحَمَاسَة‏:‏

فَناموا قليلًا ثمَّ نَبَّهَ نَومَهُم *** دُعاءُ بَعيدِ الهَمِّ ماضٍ مُعَمَّمِ

عَمَلَّسِ أسفْارٍ إذا اسْتَقْبَلَت لهُ *** سَمومٌ كَحَرِّ النّارِ لم يَتَلَثَّمِ

ويروى‏:‏ ‏"‏عَمَرَّس‏"‏، وهذه الرواية أشهر وأكثر‏.‏

والعَمَلَّس -أيضًا-‏:‏ الذِّئب، وهو وصفٌ له لِسُرْعَتِهِ في إرخائِه، وقال الليث‏:‏ العَمَلَّس‏:‏ الذئب الخبيث، قال الشَّنْفَري الأزديّ‏:‏

ولي دُونَكُم أهْلونَ سِيْدٌ عَمَلَّسٌ *** وأرْقَطُ زُهلوْلٌ وعَرْفاءُ جَيْئَلُ

وقد يُشَبَّه كلب الصيد بالذِّئب في سُرعَتِهِ فَيُسَمّى عَمَلَّسًا، قال الطرماح يصف صائدًا يَكُفُّ كِلابَ الصيد‏:‏

يُوَرِّعُ بالأمراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ *** من المُطْعَماتِ الصَّيْدَ غيرِ الشواحِنِ

الشواحِن‏:‏ التي يُبْعِدْنَ في الطَّردِ ولا يَصِدْنَ شيئًا‏.‏

ويقال‏:‏ هو عَمَلَّس دُلُجَاتٍ‏.‏

وقال ابن فارِس‏:‏ هذا ممّا زيدَت فيه اللام، قال‏:‏ ويمكن أن يكون منحوتًا من كلمتين؛ من عَمِلَ وعَمَسَ، يقول‏:‏ هو عَمولٌ عَموسٌ، عَموس‏:‏ أي يركب رأسه ويَمضي فيما يَعْمَلُه‏.‏

وفي المَثَل‏:‏ أبَرُّ من العَمَلَّسِ، وهو رجل كانَ برًّا بأُمِّهِ ويَحُجُّ بها على ظهرِهِ‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ العُمْلوسة‏:‏ من نعت القوس الشديدة السريعة السهم‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ العَمْلَسَة‏:‏ السُّرعَة‏.‏

عمنس

قال أبو المنذر‏:‏ كانَ لِخَوْلانَ صَنَمٌ يقال له‏:‏ عُمْيَانِسُ، وكانوا يقسِمون له من أنعامهم وحُرُوثِهِم‏.‏

عنبس

الليث‏:‏ العَنْبَسُ‏:‏ من أسماء الأسد، إذا نَعَتَّهُ قلت‏:‏ عَنْبَسٌ وعُنابِسٌ‏.‏ وإذا خَصَصْتَه باسْمٍ قُلْتَ‏:‏ عَنْبَسَة -غير مُجْرىً-؛ كما تقول‏:‏ أُسامَةُ وساعِدَة، ذكره الأزهَريّ والليث في الرُّباعيّ، وقال هشام‏:‏ لا أدري اسمٌ هو أم صِفةٌ ولا أدري ما أصلُهُ، وقال أبو عُبَيد‏:‏ هو من العُبُوْسِ، فَعَلى هذا النون زائدة ووزنُهُ فَنْعَلٌ‏.‏

والعَنَابِسُ من قُرَيْش‏:‏ أولادُ أُمَيَّة بن عبد شمس الأكبر؛ وهم سِنَّة‏:‏ حَرْب وأبو حَرْب وسُفيان وأبو سُفيان وعمرو وأبو عمرو‏.‏

وخالِد بن عَنْبَس بن ثعلَبَة البلويّ -رضي الله عنهما-‏:‏ له ولأبيه عَنْبَسٍ صُحبَة‏.‏

عنس

العَنْسُ‏:‏ الناقة الصُّلْبَة، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان‏:‏

كم قد حَسَرنا من عَلاَةٍ عَنْسِ *** كَبْدَاءَ كالقَوْسِ وأُخرى جَلْسِ

دِرَفْسَةٍ أو بازِلٍ دِرَفْسِ ***

وقال عَبْدَة بن الطَّبيب العَبْشَمِيّ‏:‏

بِجَسْرَةٍ كَعَلاةِ القَيْنِ دَوْسَرَةٍ *** فيها على الأيْنِ إرْقالٌ وتَبْغِيْلُ

عَنْسٍ تَشيرُ بِقِنْوَانٍ إذا زُجِرَت *** من خَصْبَةٍ بَقِيَت فيها شَمَاليلُ

وعَنْس -أيضًا-‏:‏ قبيلة من اليمن، وعَنْس‏:‏ لقب، واسمه زيد بن مالِك بن أُدَد بن زيد بن يَشْجُب بن عَريب بن زيد بن كهلان بن سَبَأ بن يَشْجُب بن يَعْرُب ابن قحطان، منهم عَبْهَلَة العَنْسيّ الكَذّاب‏.‏

ومِخْلاف عَنْس‏:‏ من مخاليف اليَمَن، مضاف إلى عَنْس بن مالِك هذا‏.‏

والعَنْس والعَنْز‏:‏ العُقَاب‏.‏

وعَنَسْتُ العودَ وعَنَشْتُه‏:‏ أي عَطَفْتُه أو قَلَبْتُه‏.‏

وعَنَسَت الجارية تَعْنَسُ وتَعْنِسُ عُنُوسًا وعِنَاسًا فهيَ عانِس‏:‏ وذلك إذا طالَ مَكْثُها في منزِلِ أهلِها بعدَ إدْراكِها حتى خَرَجَت من عِدادِ الأبْكار، هذا ما لَم تتزوّج، فإن تَزَوّجَت مَرَّةً فلا يُقال لها عَنَسَتْ‏.‏ وعَنِسَت -بالكسر-‏:‏ لُغَةٌ في عَنَسَتْ بالفتح، قال الأعشى‏:‏

ولَقَد أُرَجِّلُ لِمَّتي بِعَشِيَّةٍ *** للشَّرْبِ قَبْلَ سَنَابِكِ المُرْتادِ

والبِيضِ قد عَنَسَتْ وطالَ جِرَاؤها *** ونَشَأْنَ في قِنٍّ وفي أذْوادِ

ويروى‏:‏ ‏"‏سَبائِكُ المُرْتاد‏"‏ أي دراهِمِ الذي يَشْتَري الخَمْرَ، ويروى‏:‏ ‏"‏في فَنَنٍ‏"‏ أي في نِعْمَة، وأصلها أغصان الشَجَر، و ‏"‏في قِنٍّ‏"‏ أي في عَبيدٍ وخَدَم؛ وهذه رواية أبي عُبَيْدَة؛ و ‏"‏في فَنَنٍ‏"‏ رواية الأصمعي‏.‏

وقال الكِسائي‏:‏ العانِس‏:‏ فَوْقَ المُعْصِر، والجَمْع‏:‏ عَوانِس وعُنَّس وعَنْس -كبازِل وبَوازِل وبُزَّلٍ وبُزْل-، قال‏:‏

يُعْرِس إبْكارًا بها وعُنَّسا *** أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا

وعُنُوْس أيضًا، كقاعِد وقُعود وجالِسٍ وجُلُوس وشاهِدٍ وشُهُود وساجِدٍ وسُجُود، قال رؤبة‏:‏

وقد نَرى الأبْكارَ والعُنُوسا *** ذاكَ وأتْرابًا بها أُنُوسا

لا تُمْكِن الخَنّاعَةَ النّاموسا *** وتَحْصِبُ اللاعِنَةَ الجاسُوْسا

الأُنُوْسُ‏:‏ الأوانِس‏.‏ و قال ذو الرُّمَّة يصف الإبل الطِّوال الأعناق‏:‏

وَعِيْطًا كأسرابِ القَطا قد تَشَوَّفَت *** مَعَاصِيْرُها والعاتِقاتُ العَوَانِسُ

أي‏:‏ لا تَحْسَبي مُرَاعاتَكِ الآجالَ وَعِيْطًا‏.‏ وقال المُرَقِّش الأكبَر يصف ناقَتَه‏:‏

وتًصْبِحُ كالدَّوْدَاةِ ناطَ زِمامَها *** إلى شُعَبٍ فيها الجَواري العَوَانِسُ

ويقال للرجل -أيضًا- عانِس، قال أبو قيس بن رِفاعَة‏:‏

مِنّا الذي هوَ ما إنْ طُرَّ شارِبُهُ *** والعانِسونَ ومِنّا المُرْدُ والشِّيْبُ

وقال أبو ذؤيبٍ الهُذَليّ‏:‏

فانّي على ما كُنتَ تَعْلَمُ بَيْنَنا *** وليدَيْنِ حتى أنتَ أشْمَطُ عانِسُ

وجملٌ عانِس‏:‏ سمين تام الخَلْق، وناقة عانِسة‏:‏ كذلك‏.‏

والأعْنَس بن سلمان‏:‏ شاعِر‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ العِنَاسُ -بالكسر-‏:‏ المِرآة، والجمع‏:‏ عُنُسٌ‏.‏

والعَنَسُ -بالتحريك-‏:‏ النَّظَرُ في العِناسِ كُلَّ ساعة‏.‏

وعُنَيِّس -كأنَّه تصغير عِنَاس-‏:‏ اسم رملٍ معروف، وأنشد الأزهري للرّاعي‏:‏

وأعْرَضَ رَمْلٌ من عُنَيِّسَ تَرْتَعي *** نِعَاجُ المَلا عُوْذًا به ومَتَالِيا

ورواه ابن الأعرابي‏:‏ ‏"‏مِنْ يُتَيِّمَ‏"‏ وقال‏:‏ اليَتَائمُ بأسفَل الدَّهْنى مُنْقَطَعُهُ من الرَّمْلِ، ويروى‏:‏ مِنْ عُتَيِّيْنَ‏.‏

وأعْنَسَتْ الجارِيَة‏:‏ مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ‏.‏

وأعْنَسَ الشَّيْبُ وَجْهَه‏:‏ إذا خالَطَه‏.‏

وأعْنَسَتِ السِّنُ وَجْهَه‏:‏ إذا غَيَّرَتْه، قال أبو ضَبٍّ الهُذَليُّ‏:‏

كأنَّ حُوَيًّا والجَدِيَّةُ فَوْقَهُ *** حُسَامٌ صَقيلٌ قَصَّهُ الضِّرْبُ فانْحَنى

فَتىً قُبُلًا لم يُعْنِسِ الشَّيْبُ رَأسَهُ *** سِوى خَيِّطٍ كالنُّورِ أشْرَق في الدُّجى

قُبُلًا‏:‏ مُسْتَقْبَلَ الشباب، وروى أبو عمرو‏:‏ ‏"‏قَبَلًا‏"‏ أي مُقْبِلًا، وروى أيضًا‏:‏ ‏"‏خُيُطٍ‏"‏ بضمّتَين، وأنشد الشعر أبو تمّام في الحَماسَة لِسُوَيْد الحارِثيّ‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ عَنَّسَتِ الجارِيَة تَعْنِيْسًا‏:‏ مِثل عَنَسَتْ وعَنِسَتْ وأعْنَسَتْ، وقال الأصمعي‏:‏ لا يقال عَنَّسَتْ ولكن عُنِّسَتْ -على ما لَم يُسمّى فاعِلُه-، وعَنَّسَها أهْلُها‏.‏ وكذلك عَنَّسَ الرَّجُل، قال أبو الغِطْريف يصف الخيل‏:‏

فأنْكَحْنَ أبْكارًا وغادَرْنَ نِسْوَةً *** أيامى وقد يَحْظى بِهِنَّ المُعَنِّسُ

هَنيئًا لأربابِ البُيُوتِ بُيُوتُهُم *** وللعَزَبِ المِسْكِينِ ما يَتَلَمَّسُ

واعْنِيْناسُ ذَنَبِ الناقَة‏:‏ وُفُوْرُ هُلْبِه وطُوْلُه، قال الطِّرْماح يصف الثَّوْر‏:‏

يَمْسَحُ الأرضَ بِمُعْنَوْنِسٍ *** مِثْلِ مِيْلاةِ النِّيَاحِ القِيَامْ

والتركيب يدل على قوّةٍ في شيءٍ وشِدَّةٍ‏.‏

عنفس

ابن عبّاد‏:‏ العِنْفِسُ -بالكسر-‏:‏ اللئيم القصير‏.‏

عنقس

ابن دريد‏:‏ العَنْقَسُ -بالفتح-‏:‏ الدّاهي الخبيث‏.‏

عنكس

ابن عبّاد‏:‏ عَنْكَسَ‏:‏ اسم نهر فيما يقال‏.‏

عوس

العَوْسُ والعَوَسَان‏:‏ الطَّوَفان بالليل، يقال‏:‏ عاسَ الذئبُ يَعوسُ‏:‏ إذا طَلَبَ شيئًا يأكُلُه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ عاسَ على عِيَالِه يَعوسُ عَوْسًا‏:‏ إذا كَدَّ عليهم وكَدَحَ‏.‏ وقال شَمِر‏:‏ عاسَ عِيَالَه يَعُوسُهُم وعالَهُم يَعولُهُم وقاتَهُم يقُوتُهُم، وزاد غيرُه‏:‏ مانَهُم يَمونُهُم‏:‏ بمعنىً، وأنشد‏:‏

خَلّى يَتَامى كانَ يُحْسِنُ عَوْسَهُم *** ويَقُوتُهُم في كُلِّ عامٍ جاحِدِ

والعَوْسُ والعِيَاسَة‏:‏ سياسَة المال، يقال‏:‏ عاسَ مالَهُ‏:‏ إذا أحْسَنَ القِيامَ عليه‏.‏ وإنَّه لَعَائسُ مالٍ وسائسُ مالٍ‏:‏ بمعنىً واحِدٍ‏.‏

والعُوْسُ -بالضم-‏:‏ ضَرْبٌ من الغَنَم، يقال‏:‏ كَبْشٌ عُوْسِيٌ، قال‏:‏

قد كادَ يَذْهَبُ بالدُنيا وأزَّتِها *** مَوَالِئٌ كَكِبَاشِ العُوْسِ سُحّاحِ

قال ابن السِّيرافيّ‏:‏ هَمَزَ الياءَ من مَوَالٍ لاسْتِقامَةِ البَيْتِ‏.‏

وقال أبو عَبّيْدٍ عن القَنَانيّ‏:‏ العَوَاساء -مثال ناقة بَرَاكاء-‏:‏ الحامِلُ من الخَنافِسِ، وأنشد‏:‏

بِكْرًا عَوَاسَاءَ تَفَاسى مُقْرِبًا ***

وأنشد غيره‏:‏

أقْسَمْتُ لا أصْطادُ إلاّ عُنْظُبًا *** إلاّ عَوَاسَاءَ تَفَاسى مُقْرِبًا

ذاةَ إوانَيْنِ تُوَفِّي المِقْنَبا ***

والعُوَاسَة -بالضم-‏:‏ الشَّرْبَةُ من اللَّبَن وغيرِه‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ العَوَس -بالتحريك زَعَموا، يقال‏:‏ رَجُلٌ أعْوَس وامْرأةٌ عَوْساء-‏:‏ وهو دُخُول الشِّدْقَيْن حتى يكون فيهما كالهَزْمَتَيْن، وأكْثَرُ ما يكونُ ذلك عِنْدَ الضَّحِك‏.‏

وقال ابن فارِس‏:‏ ويقولونَ‏:‏ الأعْوَس الصَّيْقَل‏.‏

والأعْوَس‏:‏ الوَصّاف للشيء‏.‏

قال وكُلُّ هذا مِمّا لا يَكادُ القَلْب يَسْكُنُ إلى صِحَّتِه‏.‏

عيس

العَيْس‏:‏ ماء الفَحْل، وأنشد المُفَضَّلُ لطَرَفَة بن العَبْد‏:‏

سَأحْلُبُ عَيْسًا سَمٍّ فأبْتَغي *** به جِيرتي حتى يُجَلُّوا لِيَ الخَمَرْ

ورواه غير المفضَّلِ‏:‏ ‏"‏عَنْسًا‏"‏ بالنون ‏"‏إنْ لم تُجَلُّوا ليَ الخَبَرْ‏"‏، وإنما يَتَهَدَّدُهم بشِعْرِه‏.‏

وقال الخليل‏:‏ العَيْس‏:‏ عَسْبُ الفَحْل وهو ضِرَابُه يقال‏:‏ عاسَ الفَحْلُ النّاقة يَعيسُها عَيْسًا‏:‏ إذا ضَرَبَها‏.‏

والعِيْس -بالكسر-‏:‏ الإبل البيض التي يُخالِطُ بياضَها شيء من الشُّقْرَة، واحِدُها‏:‏ أعْيَسُ، والأُنثى‏:‏ عَيْسَاء، قال ذو الرمَّة يصف ناقَتَه‏:‏

والعِيْسُ من عاسِجٍ أوْ واسِج خَبَبًا *** يُنْحَزْنَ من جانِبَيْها وهي تَنْسَلِبُ

وقال آخَرُ‏:‏

أقُولُ لِخارِبَيْ هَمْدانَ لَمّا *** أثارا صِرْمَةً حُمْرًا وعِيْسا

وقال جرير‏:‏

عَلَّ الهَوى من بَعِيْدٍ أنْ يُقَرِّبَهُ *** أمُّ النُّجُومِ ومَرُّ القَوْمِ بالعِيْسِ

أي بالبِيْضِ وهي كرائِمُ الإبل‏.‏

وعَيْساء‏:‏ اسْم امْرَأة‏.‏

والعَيْساء -أيضًا- الأنثى من الجَرَاد‏.‏

وعِيْسى‏:‏ اسمٌ عِبْرانيّ أو سُرْيانيّ، والجمع‏:‏ العِيْسَوْن -بفتح السين-، ومَرَرْتُ بالعِيْسَيْن، ورأيتُ العِيْسَيْن‏.‏ وأجازَ الكوفيُّونَ ضَمَّ السين قبل الواو وكسرها قبل الياء، ولم يُجِزْهُ البصرِيُّونَ وقالوا‏:‏ لأنَّ الألِفَ لمّا سَقَطَت لاجْتِماع السّاكِنَيْن وَجَبَ أن تَبقى السين مَفتوحة على ما كانت عليه، سواء كانت الألف أصلية أو غير أصليّة‏.‏ وكان الكِسَائيّ يُفَرِّق بينهما، ويَفْتَحُ في الأصليّة فيقول‏:‏ مُعْطَوْن، ويَضُمُّ في غير الأصلية فيقول‏:‏ عِيْسَوي ومُوْسَوي، تَقْلِبُ الياء واوًا، كما قُلْتَ في مَرْمِيٍّ مَرْمَوِيٌّ، وإن شئتَ حَذَفْتَ الياء فقُلْتَ‏:‏ عِيْسيٌّ ومُوْسِيٌّ بكسر السين، كما قُلْتَ‏:‏ مَرْمِيٌّ ومَلْهِيٌّ‏.‏

وقال الليث‏:‏ العِيْسَةُ في أصل البناء‏:‏ فُعْلَة، على قياس الصُّهْبَة والكُمْتَة، ولكن قَبُحَت الياء بعدَ الضمّة فَكُسِرَت العين على الياء‏.‏ وكانت الكسرة أحَقَّ بالياء لأنَّها خُلِقَت من صِرْفِ الكَسْر‏.‏

وأعْيَسَ الزَّرْعُ‏:‏ إذا لم يكُن فيه رَطْبٌ‏.‏

وتَعَيَّسَت الإبل‏:‏ صارَتْ بَيَاضًا في سَوَادٍ، قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيّ‏:‏

سَلِّ الهُمُوْمَ بكُلِّ مُعْطٍ رَأْسَهُ *** ناجٍ مُخَالِطِ صُهْبَةٍ بَتَعَيُّسِ

هكذا الرواية، ورواه سِيْبَوَيْه‏:‏ ‏"‏مُعْطي رَأْسِهِ‏"‏ بالإضافةِ، ويُكْرَهُ هذا وإن أُضيفَ إلى المَعْرِفَة، بدليل أنَّه وَصَفَه بِنَاجٍ‏.‏

والتركيب يدل على لونٍ أبيَضَ وعلى عَسْبِ الفَحْلِ‏.‏

فردس

يُغَمِّدُ الأعداءَ جَوْزًا مِرْدَسًا *** وهامَةً ومَنْكِبًا مُفَرْدَسا

وكَلْكَلًا ذا حامِيَاتٍ مِهْرَسا ***

وقال أبو عمرو‏:‏ مُفَرْدَسًا‏:‏ أي مَحْشُوًّا مُكْتَنِزا‏.‏ ويقال للجُلَّة إذا حُشِيَتْ‏:‏ قد فُرْدِسَتْ‏.‏

والفَرْدَسَة‏:‏ الصَّرْعُ القَبِيحُ، يقال‏:‏ أخَذَه فَفَرْدَسَه‏:‏ إذا ضَرَبَ به الأرْضَ‏.‏

فرس

الفَرَسُ‏:‏ يَقَعُ على الذَكَرِ والأُنثى، ولا يقال للأُنثى فَرَسَة‏.‏ وتصغير الفَرَسِ فُرَيس، وإنْ أرَدْتَ الأُنثى خاصّة لم تَقُل إلاّ فَريسَة بالهاء، عن أبي بكر بن السَّرّاج‏.‏

وأحمد بن محمد بن فُرَيْس‏:‏ من أصحاب الحديث‏.‏

والجمع‏:‏ أفْراس وأفْرس‏.‏

وروى أبو ذر -رضي الله تعالى عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال‏:‏ ليس من فَرَسٍ عربيٍ إلاّ يؤذَن له كُلَّ فجرٍ يَدْعو‏:‏ اللهمَّ انَّكَ خَوَّلْتَني مِمَّن خَوَّلْتَني من بَني آدم فاجْعَلْني أحَبَّ مالِه وأهلِه إليه‏.‏

وقال ابن فارِس‏:‏ مَمكن أن يكون سمِّيَ الفَرَسُ فَرَسًا لِرَكْلِه الأرض بقوائِمِهِ وقوّةِ وطئِهِ‏.‏

وراكِبُهُ فارِسٌ، وهو مثل لابن وتامِرٍ، أي صاحِبُ فَرَسٍ‏.‏ ويُجْمَع على فَوَارِس، وهو جمع شاذٌّ لا يُقاس عَلَيه، لأنَّ فواعِل إنَّما هيَ جمع فاعِلَة -مثال ضارِبَة وضَوَارِب-؛ أو جمع فاعِل إذا كان صفة للمؤنَّث‏؟‏ مثل حائِض وحَوائِض-؛ أو ما كان لِغَير الآدَمِييِّن -مثل جَمَلٍ بازِل وجِمالٍ بوازِل؛ وجَمَلٍ عاضِهٍ وجمالٍ عَواضِه؛ وحائطٍ وحَوائِط-، فأمّا مُذَكَّرُ ما يَعْقِل فلم يُجْمَع عليه إلاّ فَوارِس وهَوَالِك ونَواكِس وعَواطِس وكَوادِس ورَواهِب وقَوارِس وقَوابِس وخَوالِف‏.‏

فأمّا فوارِس فلأنّه شيء لا يكونُ إلاّ في المؤنّث فلم يُخَفْ فيه اللّبْس‏.‏ وأمّا هوالِك فانَّه جاء في المَثَل‏:‏ هالِك في الهَوَالِك، فجرى على الأصل، لأنَّه قد يَجيء في الأمثال ما لا يَجِيءُ في غيرِها‏.‏ وأما نواكِس فقد جاءت في ضرورة الشعر‏.‏ وقد تُعَلَّل البواقي بما يُلائِمُها، ونذكر -إن شاء الله تعالى- كُلَّ لفظٍ منها ونتكَلّمُ عليه‏.‏

وفي المَثَل‏:‏ هُما كَفَرَسَي رِهانٍ‏.‏ يُضْرَب لاثْنَين يَسْتَبِقانِ إلى غاية فَيَتَسَاوَيان، وهذا التشبيه يقع في الابتِداء، لأنَّ النهاية تَجَلّى عن سَبْقِ أحَدِهِما لا مَحالَة‏.‏

وفي حديث الضَّحّاك في رَجُلٍ آلى من امرأتِهِ ثُمَّ طَلَّقَها فقال‏:‏ هُما كَفَرَسَي رِهانٍ أيُّهُما سَبَقَ أُخِذَ به‏.‏ وتفسيرُه‏:‏ إنَّ العِدَّةَ -وهي ثلاث حِيَض- إن انقَضَت قَبْلَ انقضاء وقت ايلائه -وهو أربعة أشهر- فقد بانتْ منه المرأة بتلك التطليقة ولا شيء عليه من الإيلاء، لأنَّ الأربعة أشهر تنقضي وليست له بِزوجٍ، وإن مَضَت الأربعةُ أشهر وهي في العِدَّةِ بانَت منه بالإيلاء مع تلك التطليقة؛ فكانت اثْنَتَين‏.‏

وفي مثَلٍ آخَر‏:‏ أبْصَرُ من فَرَس يهماءَ في غَلَسٍ‏.‏

وبالدَّهْناء جبال من الرمل تُسَمّى‏:‏ الفَوارِس، قال ذو الرُّمَّة‏:‏

إلى ظُعُنٍ يَقْرِضْنَ أجْوَازَ مُشْرِفٍ *** شِمالًا وعن أيْمانِهِنَّ الفَوَارِسُ

وقال ابن السكِّيت‏:‏ إذا كان الرجل على ذي حافِر بِرْذَوْنًا كانَ أو فرِسًا أو بَغلًا أو حِمارًا قُلْتُ‏:‏ مَرَّ بنا فارسٌ على بَغْلٍ ومَرَّ بنا فارِسٌ على حِمَارٍ، قال‏:‏

وإنّي امرؤٌ للخَيْلِ عِنْدي مَزِيَّةٌ *** على فارِسِ البِرْذَوْنِ أو فارِسِ البغلِ

وقال عُمارة بن عقيل بن بلال بن جرير‏:‏ لا أقولُ لصاحِبِ البغلِ فارِسٌ ولكنّي أقولُ بَغّال، ولا أقولُ لصاحِبِ الحمارِ فارِسٌ ولكنّي أقولُ حَمّار‏.‏

وربيعة بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان أخو مُضَرَ وأنمار يُقال له‏:‏ ربيعةُ الفَرَسِ، وقد ذَكَرْتُ سَبَبَ إضافَتِه إلى الفَرَسِ في تركيب ح م ر‏.‏

وفَرَسان -مِثال غَطَفَان-‏:‏ جزيرة مأهولة من جَزَائِر بَحر اليَمَن‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ أرْسَيْتُ بها أيّامًا سَنَةَ خَمْسٍ وسِتِّمائة، وعندهم مَغَاصُ الدُّرِّ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ فَرَسَانُ‏:‏ لقب قرية من العَرَب، ليس بأبٍ ولا أمٍّ؛ نحو تَنُوخ، وهم أخلاط من العرب اصْطَلَحوا على هذا الاسم‏.‏ وكُلُّهُم من بَني تَغْلِب‏.‏ قال‏:‏ وقال ابن الكَلْبي‏:‏ كان عَبْدِيْد الفَرَسَاني أحّد رجال العرب المذكورين‏.‏

والفارِس والفَروس والفَرّاس‏:‏ الأسد، قال أبو ذؤيب الهُذَلي في رِوايةِ أبي نَصْرٍ، وفي رواية مَنْ سِوَاه‏:‏ قال مالِك بن خالِد الخُناعيّ، وهو الصحيح‏:‏

يا مَيّ إنَّ سِبَاعَ الأرضِ هالِكَةٌ *** والعُفْرُ والأُدْمُ والآرامُ والناسُ

تاللهِ لا يُعْجِزُ الأيّامَ مُبْتَرِكٌ *** في حَوْمَةِ المَوْتِ رَزّامٌ وفَرّاسُ

يقال‏:‏ فَرَسَ الأسَدُ فريسَتَهُ يَفْرِسُها -بالكسر- فَرْسًا‏:‏ أي دَقَّ عُنُقَها، هذا أصلُ الفَرْسِ، ثمَّ كَثُرَ واسْتُعمِلَ حتى صُيِّرَ كُلُّ قَتْلٍ فَرْسًا‏.‏ وفي حديث عمر -رضي الله عنه-‏:‏ أنَّه نهى عن الفَرْسِ في الذبيحَة، أي عن كَسْرِ رَقَبَتِها قبلَ أن تَبْرُد‏.‏ وفي حديثه الآخَر‏:‏ أنَّه أمَرَ مُنادِيًا أن لا تَنْخَعوا ولا تَفْرِسوا‏.‏ وعن عُمَر بن عبد العزيز -رحمه الله-‏:‏ أنَّه نهى عن الفَرْسِ والنَّخْعِ وأن يُسْتَعانَ على الذبيحة بغير حَدِيْدَتِها‏.‏

والفَريسَة‏:‏ فَعيلَة بمعنى مَفْعُولَة‏.‏

والفَرِيْسُ‏:‏ حلقة من خشب يقال لها بالفارسيّة‏:‏ جَنْبَرْ أي الحَلَقَة المَعْطوفة التي تُشَدُّ في طَرَفِ الحَبْل، وأنشد الأزْهَرِيّ‏:‏

فلو كان الرِّشَاءُ مِئينَ باعا *** لكانَ مَمَرُّ ذلك في الفَرِيْسِ

وفَريس بن ثعلَبَة‏:‏ من التابعين‏.‏

والفَريس‏:‏ القَتيل، والجَمْع‏:‏ فَرْسى، كصَريع وصَرْعى‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنَّه ذَكَرَ ياجُوجَ وماجُوجَ وإنَّ نبيَّ الله عيسى يُحْصَرُ وأصحابُه فَيَرْغَبُ إلى الله؛ فَيُرْسِلُ عليهم النَّغَفَ؛ فَيُصْبِحونَ فَرْسى كمَوْتِ نَفْسٍ واحِدَة، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا فَيَغْسِلُ الأرْضَ حتى يَتْرُكَها كالزَّلَفَة»‏.‏

وأبو فِراس وأبو فَرّاس‏:‏ كنية الأسد، لِفَرْسِهِ فَريْسَتَه‏.‏

وأبو فِراس ربيعة بن كعب الأسلمي -رضي الله عنه-‏:‏ له صُحبَة‏.‏

وأبو فِراس‏:‏ كنية الفَرَزْدَق‏.‏

وفِراس بن يَحْيى الهَمَداني‏:‏ المُكَتِّب الكوفيّ، يَروي عن عامِر بن شراحيل الشَّعْبيّ‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ فَرَسَ الذِّئبُ الشاةَ فَرْسًا‏.‏

وفارِس‏:‏ الفَرْس- بالضم-‏.‏ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «إذا مَشَت أُمَّتي المُطَيْطَاءَ وخَدَمَتْهُم فارِسُ والرُّومُ كانَ بَأْسُهم بينهم»‏.‏

وفارِس -أيضًا-‏:‏ بِلاد الفُرْس‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الفَرْسَة‏:‏ الحَدَبُ‏.‏ وقال غيره‏:‏ الفَرْسَة والفَرْصَة‏:‏ ريحُ الحَدَبِ؛ كأنَّها تَفْرِسُ الظَّهْرَ أي تدُقُّه؛ وتَفْرصُه أي تَشُقُّه‏.‏ وفي حديث قليلة بنت مخرَمة التَّميميَّة -رضي الله عنها-‏:‏ كانَت قد أخَذَتْها الفَرْسَة‏.‏ ذَكَرَها إبراهيم الحَرْبيّ -رحمه الله- بالسِّين؛ وذَكَرها أبو عُبَيد بالصاد وقال‏:‏ العامّة تقولها بالسين؛ وأمّا المسموع عن العَرَب فبالصاد، وقد كُتِبَ الحديث بتمامِه في تركيب س ب ج‏.‏

وفَرْسٌ‏:‏ موضِع ببلاد هُذَيْل، وقيل‏:‏ بَلَدٌ من بِلادِها، قال أبو بُثَيْنَة القرمي‏:‏

فأعْلُوْهُم بِنَصْلِ السَّيْفِ ضَرْبًا *** وقُلتُ لعلَّهم أصحاب فَرْسِ

والفِرْس -بالكسر-‏:‏ نَبْتٌ‏.‏ قال الدِّيْنَوَري‏:‏ ذَكَرَ بعض الرواة أنَّه ضرب من النَّبْتِ ولم تَبْلُغني له تَحْلِيَة‏.‏ وقال الأزهري‏:‏ اخْتَلَفَت الأعراب فيه؛ فقال أبو المَكارم‏:‏ هو القَصْقَاص‏.‏ وقال غيره‏:‏ هو الحَبَن، وقيل‏:‏ هو البَرْوَقُ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الفَرَاسُ -بالفتح-‏:‏ تمرٌ أسْوَد وليس بالسّهْرِيْزِ، وأنشد‏:‏

إذا أكلوا الفَرَاسَ رَأيْتَ شامًا *** على الأنْشالِ منهم والغُيُوْبِ

الأنثال‏:‏ التِّلال‏.‏

والفِرَاسَة -بالكسر-‏:‏ الاسم من التَفَرُّس، ومنها الحديث الذي يَرْفَعونَه إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- اتَّقوا فِراسَة المؤمن فإنَّه يَنْظُرُ بنور الله‏.‏ ولا يَثْبُتُ، تقول منه‏:‏ رَجُلٌ فارِسُ النَّظَر‏.‏ ويقال‏:‏ أفْرَسُ النّاسِ صاحِبَةُ موسى صلوات الله عليه‏.‏

ورجُلٌ فارِسٌ على الخيل، بين الفَرَاسَة والفُرُوسيّة، وقد فَرُسَ -بالضم- يَفْرُسُ فُرُوْسَةً وفَرَاسَةً‏:‏ إذا حَذَقَ أمرُ الخَيْل، وفي الحديث‏:‏ عَلِّموا رِجالَكُم العَوْمَ والفَرَاسَةَ‏:‏ يعني العِلمَ بركوب الخيل ورَكْضِها‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الفُرْسَة‏:‏ الفَرْصَة‏.‏

وفَرِسَ -بالكسر-‏:‏ إذا دام على أكل الفَرَاس‏.‏

وفَرِسَ‏:‏ إذا دام على رعْي الفِرْسِ‏.‏

والفِرْسِنُ للبعير‏:‏ كالحافِر للبغل والفَرَس والحِمَار، والنون زائدة، وهي مؤنَّثَة، ووزنُها فِعْلِنٌ عن ابن السَّرّاج، ويأتي -إن شاء الله تعالى- ذِكرُها في حرف النون، وربَّما قيلَ‏:‏ فِرْسِنُ شاةٍ على الاستِعارة، وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «يا نساء المسلمات لا تَحْقِرَنَّ جارَةٌ لِجارَتِها ولو فِرْسِن شاة‏.‏ وكذلك النون في الفِرْناسِ والفُرَانِسِ للأسَد الغَليظ الرَّقَبَة الفَرّاس لِفَرِيْسَتِه»‏.‏

وقال أبو عمر الزاهد‏:‏ الفِرناس‏:‏ الأسد الضاري‏.‏ وقال ابن خالوَيْه في كتاب لَيْسَ‏:‏ سُمِّيَ فِرْناسًا لأنَّه رئيس السِّبَاع‏.‏

قال ويقال لرئيس الدَّهاقين والقُرى‏:‏ فِرْناسٌ، وجمع فِرْناس‏:‏ فَرَانِسَة، وأنشد لجرير‏:‏

إنَّ الفرانِسَة الذينَ بأرْضِهِم *** لا يَسْألونَ عن النِّكاحِ مُهُورا

وفِرْناس‏:‏ رجل من بَني سَليط‏.‏

وقال النَّضْرُ في كتاب الجود والكَرَم‏:‏ الفِرْناس من الرجال‏.‏ الشديد الشُّجاع، شُبِّهَ بالأسد، وأنشد أبو زيد‏:‏

أأنْ رأيْتَ أسَدًا فُرانِسا *** والوَجْهَ كَرْهًا والجبينَ عابسا

أبْغَضْتَ أنْ تَدْنو أو تُلابِسا ***

وقال أبو عمرو‏:‏ يقال‏:‏ أفْرَسَ عن بَقِيَّةِ مال فُلان‏:‏ إذا أخَذَه وتَرَكَ منه بقِيّة‏.‏

وقال ابن السكِّيت‏:‏ أفْرَسَ الراعي‏:‏ أي فَرَسَ الذِّئْبُ شاةً من غَنَمِه‏.‏

قال‏:‏ وأفْرَسَ الرَّجل الأسَدَ حِمارَه‏:‏ إذا تَرَكَه له لِيَفْتَرِسَهُ وينجوَ هو‏.‏

ويقال‏:‏ تَفَرَّسْتُ فيه خيرًا‏.‏

وهو يَتَفَرَّس‏:‏ أي يَتَثَبَّتْ ويَنْظُر‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ فلان يَتَفَرَّس‏:‏ إذا كان يُري الناسَ أنَّه فارِس‏.‏

وافْتَرَسَ الأسد‏:‏ اصْطادَ‏.‏ وقال النَّضْرُ‏.‏ لا يقال افتَرَسَ الذِّئبُ الشاةَ، ولكن يقال‏:‏ أكَلَها‏.‏ وقال معاوية -رضي الله عنه-‏:‏ الدُّنيا لم تُرِد أبا بَكْرٍ -رضي الله عنه- ولم يُرِدْها، وأمّا نحنُ فافْتَرَسْناها افْتِراسًا‏.‏

وفَرْنَسَةُ المرأة‏:‏ حُسْنُ تدبيرِها لأمور بيتِها‏.‏

والتركيب يدل على وَطْءِ الشَّيْءِ ودقِّه‏.‏

فرطس

فُرْطوسَة الخنزير وفِرْطِيْسَتُه‏:‏ أنفُه، وكذلك فُرْطوسَة الذِئب وفِرْطِيْسَتُه؛ عن أبي سعيد‏.‏ وقال الأصمعي‏:‏ الفِنْطيسَة والفِرْطيسَة‏:‏ الأرنَبَة، يقال إنَّه لَمَنيع الفِنْطِيسَة والفِرْطِيْسَة‏:‏ أي منيع الحَوْزَة حَمِيُّ الأنف‏.‏

وقال ابن عبّاد‏:‏ الفُرْطوسَة‏:‏ قَضيب الخِنْزير‏.‏ قال‏:‏ والفَرَاطيس‏:‏ الكَمَرُ الغِلاظُ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الفِرْطاس‏:‏ العريض‏.‏

وقال غيرُه‏:‏ فَرْطَسَ الخِنْزير‏:‏ إذا مَدَّ فُرْطوسَتَه‏.‏